الدكتور يحيى الزيني

🏛️ د. يحيى الزيني: المعماري والمخطط المدافع عن البيئة والعمران المتوازن
في عالم يتغير بوتيرة متسارعة، يقف المعماريون في مواجهة التحدي الأزلي: كيف نحافظ على هويتنا المعمارية، وفي الوقت نفسه نلبي احتياجات الحاضر والمستقبل؟ ومن بين المعماريين المصريين الذين نجحوا في الإجابة عن هذا السؤال بوعي واحتراف، يبرز اسم د. يحيى الزيني، الذي استطاع أن يدمج بين العمق الحضاري المصري والمعايير العالمية للحداثة. إليك نبذة تعريفية موجزة عنه:
هو أحد المعماريين المصريين البارزين، الذين ساهموا في تطوير الفكر المعماري في مصر خلال النصف الثاني من القرن العشرين، خاصة من خلال أدواره الأكاديمية والتنظيمية، إلى جانب إسهاماته في التخطيط العمراني والبيئي.
🧱 خلفية علمية وعملية متينة
- ولد د. يحيى الزيني عام 1919 بحي الظاهر، وحصل على بكالوريوس العمارة من كلية الفنون الجميلة مع درجة الشرف عام 1942م، ثم ماجيستير في العمارة والفنون الإسلامية من جامعة القاهرة عام 1947م، ودبلوم في العمارة من مدرسة الفنون الجميلة العليا بباريس.
- لقد تميز بمسيرة أكاديمية ومهنية غنية، ثم مستشار لوزارة الإسكان والتعمير ورئيس لجهاز بحوث ودراسات التعمير بها، وصولًا إلى رئيس مجلس إدارة شركة التعمير والمساكن الشعبية حتى عام 1996م.وتتلمذ على يدى المعمارى المصرى الكبير حسن فتحى. ليعمل فى مصلحة المبانى الأميرية، .وتخصص في العمارة والتخطيط، وانخرط في التعليم الجامعي والبحث العلمي، مما أتاح له فرصة الجمع بين النظرية والتطبيق.
- معماري ومخطط عمراني مصري.
- تولّى مناصب أكاديمية واستشارية مهمة في مجال التخطيط العمراني والإسكان.
- عُرف بدفاعه عن البيئة العمرانية المستدامة والتخطيط المتوازن الذي يراعي الإنسان والمكان.
- ساهم في وضع السياسات العامة للتخطيط والإسكان في مصر خلال عدة عقود، وشارك في مشروعات وطنية تتعلق بالتنمية العمرانية.
🏙️ المدرسة المعمارية التي ينتمي إليها:
يتميز أسلوب المعماري د. الزيني بالتوازن بين التراث والتطور، من خلال احترامه للتراث المصري واستجابته لاحتياجات المجتمع المعاصر. فهو لا يعيد إنتاج عناصر الماضي بشكل تقليدي، بل يوظفها بطريقة إبداعية تخدم الوظيفة الحديثة وتخاطب العقل والوجدان في آنٍ واحد.
على سبيل المثال، يُلاحظ في بعض مشاريعه استخدامه الواعي للعناصر المستلهمة من العمارة الإسلامية، كالأفنية الداخلية، والفتحات المنظمة للتهوية والضوء، ولكن بشكل يتناغم مع التكنولوجيا المعمارية الحديثة والمواد المعاصرة.
ينتمي د. يحيى الزيني إلى مدرسة التخطيط الإنساني البيئي، وهي التي توازن بين:
- الحفاظ على البيئة والهوية الثقافية.
- متطلبات التنمية الحضرية.
كان يرى أن العمارة والتخطيط أدوات لخدمة الإنسان، وليست مجرد هياكل أو أرقام في خطط الدولة.
🏗️ أبرز المشاريع والرؤية التصميمية
لم تُسجّل لـ د. الزيني مجموعة ضخمة من المشاريع المشهورة إعلاميًا مثل بعض المعماريين الآخرين، إلا أن إسهاماته الأكاديمية وتوجهاته التصميمية أثّرت على جيل كامل من المهندسين المعماريين، خصوصًا في مجال تطوير العمران المستدام، والمشاركة في وضع استراتيجيات تحسين البيئة العمرانية في المدن المصرية.
- شارك في مشاريع متعددة ضمن برامج الإسكان القومي والتنمية العمرانية.
- عمل في مؤسسات بحثية وأكاديمية، مثل مركز بحوث الإسكان والبناء.
- نشر مقالات ودراسات حول مشكلات الإسكان العشوائي، وضرورة إشراك المجتمعات المحلية في صناعة القرار العمراني.
- سعى لتكامل التخصصات (العمارة، التخطيط، البيئة، الاقتصاد) عند التعامل مع المدينة.
- كان يشكو من عدم صدور موسوعته «المنشآت التعليمية فى مصر عبر العصور». وهذه الموسوعة بمجلداتها الثلاثة ترصد ليس فقط المنشآت التى كان يتلقى فيها الطلاب علومهم منذ فجر التاريخ، ولكنها أيضا تكشف هذا الارتباط الوثيق بين الشخصية المصرية والمعمار. فالحجر يمكنه أيضا أن يحكى تاريخا أصدق من البشر الذين دائما ما يضيفون أفكارهم وإنتماءاتهم ووجهة نظرهم الشخصية.
وهو من القلائل الذين سعوا لتطبيق مبادئ “العمارة البيئية” في سياقات حضرية حقيقية، خصوصًا في ظل التحديات التي تواجهها المدن المصرية من حيث الكثافة السكانية، وغياب التخطيط طويل المدى في بعض المناطق.
🧭 العلاقة مع تيار العمارة المصرية الحديثة
يمكن القول إن د. يحيى الزيني يُصنَّف ضمن تيار العمارة المصرية الحديثة الواعية بالسياق المحلي. وقد تأثر بشكل غير مباشر ببعض رواد هذا التيار مثل حسن فتحي، الذي دعا إلى العودة إلى الطين والتراث، ولكن الزيني لم يكرر أفكار حسن فتحي، بل تجاوزها نحو مفاهيم الاستدامة والتكامل مع البيئة العمرانية.
🎓 التأثير الأكاديمي والفكري
عبر أبحاثه ومحاضراته وكتاباته، أثرى د. الزيني المكتبة المعمارية العربية بأفكار أصيلة حول العلاقة بين الإنسان والمكان، ودور المعماري في توجيه الذوق العام، وصياغة هوية عمرانية تُعبّر عن البيئة والثقافة، بدلاً من استيراد نماذج جاهزة لا تناسب الواقع.
لقد كانت مساهمته في التأطير النظري لقضايا العمارة المعاصرة واضحة، خصوصًا في مجال العمارة المستدامة، وإشكاليات الهوية، وسبل مواءمة التراث مع متطلبات العصر.
🏛️ علاقته بالمشهد المعماري المصري
- معاصر لكبار المعماريين والمخططين مثل:
عبد الباقي إبراهيم، عبد الحليم إبراهيم، علي رأفت، حسن فتحي. - كان حلقة وصل بين الفكر التخطيطي والفكر المعماري، وساهم في خلق نقاشات وطنية حول التنمية العمرانية العادلة.
نال الزيني العديد من الجوائز والأوسمة منها الجائزة الأولى في مشروع نقابة المعلمين عام 1954م، والجائزة الأولى في مشروع مبنى الهيئة العامة للتأمينات الاجتماعية عام 1962م، ووسام الجمهورية من الطبقة الخامسة عام 1955م، وجائزة الدولة التقديرية في الفنون عمارة عام 1997م.
📌 إرثه وتأثيره
- ترك بصمة واضحة في توجيه السياسة العمرانية المصرية نحو الاهتمام بالإنسان أولًا.
- كان من الأصوات المنادية بـ”العدالة في التخطيط”، وضرورة توزيع الموارد والخدمات بشكل متوازن بين الحضر والريف.
- أثّر في أجيال من المعماريين والمخططين من خلال تدريسه ومشاركاته في الندوات العلمية.
وبكدة نكون وصلنا لنهاية حلقتنا النهاردة عن: أسرار تصميم فيلا كوجلهوف
في الحلقة القادمة والي هنتحدث فيها عن: فانتظرونا.
للحصول على مزيد من المعلومات برجاء متابعى على المنصات التالية:
الفيسبوك: https://www.facebook.com/profile.php?id=100088893776257
اليوتيوب: https://www.youtube.com/@ashrafrashad8031
التيك توك:https://www.tiktok.com/@ashraf.r1
الانستاجرام:https://www.instagram.com/ashraf.rashad.58/
المراجع:
- زمانيات مصرية مركز د. طارق والي للعمارة والتراث.
- ويكيبديا – الموسوعة الحرة.