أسباب انهيار الدولة الفاطمية:
🏛️ لمحة سريعة عن الدولة الفاطمية:
- المدة: من سنة 297هـ / 909م إلى 567هـ / 1171م.
- المؤسس: عبيد الله المهدي، أول خليفة فاطمي.
- المذهب: شيعي إسماعيلي (خلافًا للسنة والشيعة الاثني عشرية).
- العاصمة:
- بدأت في المهدية (تونس حاليًا).
- ثم انتقلت إلى القاهرة بعد بنائها سنة 969م على يد القائد جوهر الصقلي.
📉 أسباب انهيار الدولة الفاطمية
1. الصراعات الداخلية على الحكم
- بعد موت الخلفاء الأقوياء مثل المعز لدين الله والحاكم بأمر الله، بدأت تظهر صراعات بين أفراد العائلة الفاطمية فنشبت خلافات بين أبناء الخليفة أو بين الخليفة ووزرائه على السلطة.
- مثلًا:
- بعد وفاة الخليفة المستنصر بالله (1036–1094م)، اندلع صراع بين ولديه نزار والمستعلي.
- هذا أدى إلى انقسام داخل الطائفة الإسماعيلية بين:
- النزارية (أتباع نزار)
- المستعلية (أتباع المستعلي)
- هذا الانقسام أضعف الدولة دينيًا وسياسيًا.
- تكررت المؤامرات والانقلابات داخل القصر.
- الخلفاء المتأخرون كانوا صغارًا أو ضعفاء، وتركوا الحكم للوزراء أو الأمراء.
2. ضعف الخلفاء المتأخرين وصعود نفوذ الوزراء:
- مثل الخليفة العاضد لدين الله (آخر الخلفاء)، كان ضعيفًا جدًا ولم يكن له أي سيطرة فعلية على الدولة.
- في المراحل الأخيرة، أصبح الخلفاء مجرد رموز دينية، بينما كان الوزراء يُديرون الدولة فعليًا.
- مثال واضح:
- تمكن «شاور» من البلاد بصورة كاملة، وصار الوزير الأعظم، ولقّب نفسه بأمير الجيوش.
- لكن الوزير «ضرغام»، جمع جيشاً كبيراً، وتوجّه إلى قتال «شاور» وتمكن منه، وشتّت جنوده، وهرب «شاور» إلى الشام، ودانت البلاد بالطاعة لضرغام.
- قام شاور بطلب المساعدة من امير دمشق نورالدين محمودزنكي.
- قرر نور الدين زنكي ارسال حملة عسكريةالى مصرسنة 559 هـ / 1164 م وتولى قيادة الجيش اسد الدين، ورافق الحملة صلاح الدين الايوبي ابن اخت اسد الدين شيركوة.
- دخل شيركوة الى القاهرة واعاد شاور الى منصبه ولكن شاور تناسى الاتفاق الذي عقده مع نورالدين ونقض الاتفاقية وطلب من اسد الدين مغادرة مصر وطلب معونة ملك بيت المقدس عموري الاول.
- طلب العضد مساعدة نور الدين زنكي وتعهد له بمنحه ثلث بلاد مصر ومنح قادته الاقطاعات والسماح لشيركوة بالاقامة في مصر.
- قام صلاح الدين والعاضد بالاتفاق على التخلص من شاور وبالفعل قام صلاح الدين بالقبض على شاور وصدرت اوامر العاضد بقتله فقتل وقلد اسد الدين شيركوة الوزارة ولقب بالملك المنصور امير الجيوش ولكنه لم يعش طويلا وتوفى بعد شهرين من توليه الوزارة.
- عندما توفي أسد الدين، أسند الخليفة الفاطمي الوزارة لصلاح الدين. ولقب بالملك الناصر.
3. التدهور الاقتصادي
- بسبب الحروب، الفتن، وسوء الإدارة، انهار الاقتصاد:
- كثرت الضرائب.
- المجاعات ضربت البلاد (مثل مجاعة سنة 457هـ).
- التجارة تراجعت بسبب الفوضى وفقدان الأمن.
4. الانحراف العقائدي والصراع المذهبي
- الفاطميون نشروا المذهب الشيعي الإسماعيلي في مصر والشام.
- أغلب السكان كانوا سنة، مما سبب توترًا دينيًا.
- عند ضعف الدولة، ظهر رفض شعبي للمذهب الفاطمي، وساهم في سهولة سقوطهم على يد الأيوبيين السنّة بقيادة صلاح الدين.
5. انهيار الجيش الفاطمي
- الجيش كان مكوَّن من مرتزقة من جنسيات مختلفة (بربر، سودانيين، أتراك…)، لا يجمعهم ولاء حقيقي للدولة.
- الجيش أصبح ضعيفًا ومتفككًا.
- مثال: لما غزا الصليبيون مصر، لم يستطع الفاطميون الدفاع عنها، واضطروا لطلب المساعدة من نور الدين زنكي وصلاح الدين الأيوبي.
6. التدخلات الأجنبية والصليبيين
- الصليبيون هاجموا مصر أكثر من مرة حيث تحالف معهم الوزير شاور ضد خصومه، مما أضعف هيبة الدولة.
- الحملة الصليبية البيزنطية على دمياط سنة 565 هـ / 1169 م
- كان الامبراطور مانويل اكثر حرصا من الصليبييين لتنفيذ مشروع غزو مصر لانزعاجه الكبير من اتحاد مصر وبلاد الشام تحت راية نور الدين.
- فتألفت الحملة من الاسطول البحري البيزنطي الذي ضم 150 سفينة حربيةوحمل الاسطول مؤن تكفي لمدة 3 أشهر واستقر هذا الاسطول في قبرص بانتظار اوامر الملك عموري للاقلاع والتوجه نحو مصر.
- فاسرع صلاح الدين لاتخاذ التدابير اللازمة لمواجهة هذه الحملة، كما قام بالتخلص من العناصر التي كانت مؤيدة للصليبيين او التي لديها اطماع بالوزارة وبذلك تمكن من السيطرة على اوضاع مصر الداخلية.
7. ظهور الأيوبيين وصلاح الدين
- صلاح الدين الأيوبي استغل ضعف الدولة وأزال المذهب الشيعي الفاطمي.
- سنة 567هـ / 1171م، أعلن رسميًا نهاية الدولة الفاطمية وعودة الخلافة العباسية السنية إلى مصر.
- بعد موت آخر الخلفاء الفاطميين العاضد لدين الله، في 10 محرم عام 567 هـ/ 1171م وهو الخليفة الفاطمي الرابع عشر وآخر الخلفاء الفاطميين العبيدين وانتهت بموته الخلافة الفاطمية العبيدية في مصر والتي استمرت حوالي 200 عام.
- أخذ صلاح الدين علي عاتقه تحويل مصر إلي المذهب السني، فأتبع سياسة الازاحة والإحلال، إزاحة المذهب الشيعي و إحلال المذهب السني مكانه، وفي أيامه الأولي في الحكم، أمر صلاح الدين بإلغاء أصول المذهب الشيعي في العبادات وهي: الأذان بحي علي خير العمل، بدلاً من حي علي الفلاح، والجهر بالبسملة في الصلاة، كما ارجع صلاة الضحي والتراويح، وأتلف وحرق الكتب الشيعية، والغى جميع الاعياد المذهبية للفاطميين.
- أمر نور الدين محمود زنكي صلاح الدين باسقاط اسم الخليفة الفاطمي من الخطبه، ووجد صلاح الدين الفرصة مناسبة في 7 محرم سنة 567 هـ/ ايلول 1171م .
- فقام بذكر اسم الخليفة العباسي المستضيء في خطبة الجمعة واعاد السواد شعار العباسيين كشعار للدولة.
وتسلم القصر الفاطمي وقبض على اولاد العاضد وحدد اقامتهم في القصر. - وكان الخليفة العاضد في ظل هذه الاحداث مريضا وبعد ثلاثة ايام من قطع الخطبة وافاه الاجل وذلك في 10 محرم من العام نفسه وبذلك فقد انتهت الدولة الفاطمية وحكم مصر اسره جديدة وهي الاسرة الايوبية.
