تاريخ العمارةالحضارة الاسلامية
مسجد الحسن الثاني

🕌 مسجد الحسن الثاني في الدار البيضاء: حين تلامس العمارة السماء والبحر
🌊 مقدمة: جامع على الماء
يقف مسجد الحسن الثاني شامخًا على شاطئ المحيط الأطلسي في مدينة الدار البيضاء – المغرب، وسط أمواج المحيط الأطلسي المتلاطمة، مشكلا لوحة معمارية وفنية وتقنية فريدة. وكأنّه جسر بين الأرض والسماء، بل هو تحفة معمارية حديثة تعكس عظمة العمارة الإسلامية وتاريخ المغرب العريق.
📍 موقع مميز: على أطراف المحيط
- تم بناء المسجد جزئيًا فوق الماء، في دلالة رمزية مستوحاة من الاية الكريمة: “وكان عرشه على الماء…”
- يُمكن للمصلين أن يروا الأمواج من خلال أرضية زجاجية في بعض الأجزاء.

🛠️ تفاصيل الإنشاء
- أمر ببنائه الملك الحسن الثاني سنة 1986، واكتمل سنة 1993.
- صمّمه المعماري الفرنسي ميشيل بينسو.
- استغرق البناء أكثر من 7 سنوات، وشارك فيه آلاف الحرفيين المغاربة.
- تبلغ مساحة حوالى 90 ألف متر مربع، وتصل طاقته الاستيعابية الإجمالية إلى 105 آلاف مصل.
- ومن ضمن الأشياء التى يتميز بها المسجد سقفه الذى يفتح ويغلق بشكل آلى.
🕌 التحليل المعماري لمسجد الحسن الثاني
🧱 أولًا: الأسلوب المعماري (Architectural Style)
- ينتمي المسجد إلى الطراز المغربي الأندلسي، وهو أحد فروع العمارة الإسلامية المميزة بنقوشها الدقيقة وخاماتها المحلية.
- يتسم بدمج التراث الإسلامي التقليدي مع التكنولوجيا المعمارية الحديثة، وهو ما يظهر في:
- استخدام الزليج والخشب والجبس المغربي.
- تقنيات البناء المتقدمة مثل السقف القابل للفتح.
- الإنارة الطبيعية من خلال الفتحات العلوية والسقف المتحرك.
📐 ثانيًا: تحليل المساقط (Plans)
🔹 المسقط الأفقي الرئيسي (Ground Floor Plan)
- القاعة الكبرى – (قاعة الصلاة): تتسع لأكثر من 25 ألف مصلٍ،
- السقف مزخرف بخشب الأرز المنحوت يدويًا ويُمكن فتحه أوتوماتيكيًا.
- الساحة الخارجية فضاء واسع خالٍ من الأعمدة في منتصفه، تسع 80 ألفًا إضافيين من المصلين.
- الأعمدة موزعة على المحيط وتخلق ممرات داخلية مغطاة.
- يشبه في تكوينه المساجد الكبرى مثل جامع قرطبة، لكن بأبعاد أكبر.

- المحراب:
- يتوسط الجدار الجنوبي الشرقي (اتجاه القبلة)، مزخرف بزخارف جبسية وزليج.
- المنبر:
- مصنوع من خشب الأرز، يتم إدخاله وإخراجه ميكانيكيًا.
- ممرات الجانبية:
- على الأطراف، وتؤدي إلى أبواب جانبية ومرافق المسجد.
- مساحات إضافية:
- مكتبة، قاعات دروس، حمامات تقليدية (حمّام مغربي)، ومدخل مخصص للنساء.
🧱 ثالثًا: الواجهات المعمارية (Facades)
🔸 الواجهة الشمالية الغربية (المطلة على المحيط):
- واجهة مفتوحة بصريًا على البحر، بها نوافذ زجاجية كبيرة تسمح بدخول الضوء والتهوية.
- زخارف زليج وهندسة مغربية تقليدية تكسو الجدران الخارجية.
- انسيابية الخطوط تعطي الإحساس بالخفة رغم ضخامة المبنى.
🔸 الواجهة الجنوبية الشرقية (اتجاه القبلة):
- تتضمن المئذنة الشاهقة: بارتفاع 210 متر، مزينة بزخارف هندسية دقيقة وزليج فيروزي.
- المئذنة مربعة المقطع بتدرج زخرفي من الأسفل إلى الأعلى.
- الجزء العلوي مزود بمنارة وشعاع الليزر الموجه منها صوب مكة المكرمة بحوالي 30 كلم.
🏗️ رابعًا: الإنشاء والخامات
- الهيكل الإنشائي: من الخرسانة المسلحة المغطاة بالحجر والزليج والخشب.
- الزليج: مزخرف يدويًا، يغطي معظم الجدران والأسقف والمداخل.
- الخشب: خشب أرز الأطلس، محفور بدقة.
- الرخام: مستخدم في الأرضيات والأعمدة، يأتي من مصادر مغربية وعالمية.
- السقف المتحرك: آلية حديثة تفتح السقف تلقائيًا عند ظروف معينة.
🎯 خامسًا: التجربة المكانية
- التصميم الداخلي للمسجد يركز على الانفتاح والإشراق:
- الإضاءة الطبيعية تلعب دورًا رئيسيًا.
- التركيب الفراغي يوجّه المصلين بصريًا نحو القبلة.
- استخدام العناصر التقليدية (مثل القباب والمقرنصات) لخلق إحساس بالسكينة الروحية.
🎨 سادسًا: الزخارف والعناصر الجمالية
- أبدعت أيادي أمهر “المعلمين” و”الصنايعية”، الذين عملوا كخلايا نحل، تحت إشراف مباشر من الملك الراحل الحسن الثاني، ما يلي:
- المقرنصات: تُزين القباب والمداخل.

- الأقواس horseshoe arches: بتنسيق مغربي مميز.
- الزخرفة النباتية والهندسية: متكررة لكن غير مملة – كل تفصيلة
- قرابة 10،000 متر مربع من الزليج (الخزف المغربي)، الرخام،
- قرابة 53،000 متر مربع من الخشب المزخرف، و67،000 متر مربع من الجبس المحفور يدويًا.
- الزخارف المستوحاة من تقاليد العمارة المغربية والأندلسية.
💡 رمزية المسجد
- المسجد ليس مجرد مكان عبادة، بل رمز للوحدة الوطنية والفخر الثقافي المغربي.
- يُعبر عن قدرة العمارة الإسلامية الحديثة على أن تكون روحانية ومعاصرة في آنٍ واحد.
🎨 لماذا يُعتبر مسجد الحسن الثاني تحفة فنية؟
- يجمع بين الحرفية التقليدية والتكنولوجيا الحديثة (باب كهربائي، سقف متحرك، أرضية زجاجية).
- يحترم الجذور الإسلامية المغربية ويُبرزها في قالب معاصر عالمي.
- مسجد الحسن الثاني ليس مجرد مبنى عظيم…
إنه قصيدة معمارية كُتبت بالحجر والزليج والضوء، تروي قصة حضارة تُحب الجمال وتُقدّر الروح.
وبكدة نكون وصلنا لنهاية حلقتنا النهاردة عن: مسجد الحسن الثاني.
في الحلقة القادمة والي هنتحدث فيها عن: فانتظرونا.
للحصول على مزيد من المعلومات برجاء متابعى على المنصات التالية:
الفيسبوك: https://www.facebook.com/profile.php?id=100088893776257
اليوتيوب: https://www.youtube.com/@ashrafrashad8031
التيك توك:https://www.tiktok.com/@ashraf.r1
الانستاجرام:https://www.instagram.com/ashraf.rashad.58/