🏛 عمارة المدارس في عهد المماليك 🏰
يعد عصر المماليك من أهم الفترات التي ازدهرت فيها المدارس والمجمعات الدينية، حيث لم تكن هذه المؤسسات مجرد أماكن للتعليم، بل كانت تحفًا معمارية تجمع بين الفن والهندسة والوظيفة الدينية والعلمية.
المماليك اهتموا ببناء مدارس ضخمة ومتكاملة، حيث ضمّت أغلبها مسجدًا، وضريحًا، وسبيلًا، وخانقاه (مكان للصوفيين)، ومستشفى أحيانًا، مما جعلها مراكز للحياة الدينية والاجتماعية في المدن الإسلامية الكبرى مثل القاهرة ودمشق وحلب والقدس.
🏛 السمات المعمارية لــ عمارة المدارس في عهد المماليك 🏛
تميزت المدارس في العصر المملوكي بتطورها الكبير من حيث التصميم المعماري والوظيفة التعليمية، حيث أصبحت أكثر تنظيمًا وجمالًا، ودمجت بين العناصر الدينية، العلمية، والإدارية. وإليك أبرز السمات التي ميزت العمارة المدرسية في عهد المماليك:
1️⃣ التخطيط المعماري النموذجي 🏗️
✅ التخطيط المتعامد: استخدمت المدارس المملوكية تصميم الإيوانات الأربعة، وهو نظام معماري يقوم على أربعة أروقة متقابلة حول صحن مركزي مفتوح، مخصص لتدريس المذاهب الفقهية الأربعة.
🔹 الإيوان الرئيسي غالبًا ما كان مخصصًا لتدريس المذهب الفقهي الحنفي، والإيوانات الأخرى للمذاهب الأخرى.
🔹 في بعض الحالات، أضيفت عناصر مثل الخزائن والمكتبات والسُبل (لشرب الماء) لخدمة الطلاب والعلماء.
🔹 مثال: المدرسة الصالحية (الصالح نجم الدين أيوب) التي تعتبر من أولى المدارس المملوكية بهذا التخطيط.
2️⃣ الجمع بين المسجد والمدرسة 🕌
🔹 من سمات عمارة المدارس في عهد المماليك أن كثيراً من المدارس في عهد المماليك كانت تضم مسجدًا أو مصلى داخلها، مما جعلها مركزًا للتعليم والعبادة معًا.
🔹 بعض المساجد المملوكية نفسها كانت تضم مدارس، مثل مدرسة السلطان حسن التي كانت واحدة من أعظم مدارس ذلك العصر.
🔹 مثال: مجموعة السلطان قلاوون في القاهرة، التي دمجت بين مدرسة ومسجد ومستشفى (بيمارستان).
3️⃣ المآذن والواجهات الضخمة 🏰
✅ المآذن الفريدة: كانت المدارس تحتوي على مآذن شاهقة ذات تصاميم هندسية مميزة، غالبًا تكون متعددة الأضلاع ومزينة بالمقرنصات والزخارف.
🔹 الواجهات الخارجية عادة ما كانت مزينة بالنقوش الحجرية، المشربيات، والأشرطة الكتابية بخط الثلث.
🔹 استخدم الرخام والفسيفساء لتزيين المداخل الضخمة التي أصبحت علامة مميزة للمباني المملوكية.
🔹 مثال: مدرسة السلطان برقوق التي تتميز بواجهتها الغنية بالزخارف الحجرية والمنحوتات المعمارية الرائعة.
4️⃣ الزخرفة الهندسية والخط العربي ✍️
✅ الزخرفة المبهرة: اعتمدت العمارة على المقرنصات، والخط العربي المزخرف، والفسيفساء الرخامية، والمشربيات الخشبية، مما أضفى على المدارس طابعًا جماليًا مميزًا.
🔹 استخدمت الزخارف بكثافة داخل المدارس، خاصة في القباب، المحاريب، والأروقة.
🔹 زخرفت الجدران بالآيات القرآنية، الكتابات الوقفية، وأسماء السلاطين الذين بنوها.
🔹 مثال: مدرسة الأمير سليمان بن عبد الله التي تتميز بمحرابها المزخرف بالفسيفساء والخطوط الذهبية.
5️⃣ التنوع في استخدام القباب والقاعات ⛩️
🔹 استخدمت القباب بشكل واسع في تغطية غرف التدريس، حيث صُممت بشكل متقن لتوفير الإضاءة والتهوية.
🔹 بعض المدارس احتوت على قاعات متعددة الاستخدامات مثل قاعات للمناظرات والمناقشات العلمية.
🔹 مثال: مدرسة الناصر محمد بن قلاوون التي تضم قاعات تعليمية ذات قبب جميلة ومصممة بعناية فائقة.
✅ دمج الضريح داخل المدرسة: كان العديد من المدارس المملوكية يضم ضريح السلطان أو المؤسس، مما منحها طابعًا دينيًا وسياسيًا في آنٍ واحد.
✅ توفير خدمات متكاملة: تضمنت بعض المجمعات المملوكية أسبلة لتوفير المياه، وخانات لاستقبال التجار، وخانقاه للصوفيين، مما جعلها مراكز حضرية متكاملة.
🔹 أهم المجمعات الدينية وعمارة المدارس في عهد المماليك:
1️⃣ مجمع السلطان قلاوون (1285م) – القاهرة
🏛 أحد أعظم المجمعات المملوكية، ويضم:
مجموعة معمارية أثرية شهيرة بالقاهرة، تضم:
- مسجد ومدرسة لتدريس المذاهب الفقهية.
- مستشفى (بيمارستان) وكان من أشهر المستشفيات في العالم الإسلامي.
- ضريح السلطان قلاوون، وهو من أجمل الأضرحة المملوكية.
أمر بإنشائها السلطان المنصور سيف الدين قلاوون أحد أبرز سلاطين المماليك البحرية، والذي أسس لأسرة حكمت مصر والشام أكثر من قرن من الزمان، وتضم المجموعة مئذنة فريدة بتصميمها وزخرفتها الدقيقة.
2️⃣ مدرسة ومسجد السلطان حسن (1356-1363م) – القاهرة
🏛 تحفة معمارية ضخمة، من أعظم مدارس العالم الإسلامي، وتتميز بـ:
- صحن واسع يحيط به أربعة إيوانات ضخمة مخصصة لتدريس المذاهب الأربعة.
- واجهة حجرية ضخمة، تعتبر من أطول الواجهات في العمارة الإسلامية.
- مئذنتان شاهقتان تعدان من أجمل المآذن المملوكية.
تم تزيين العملة المصرية من فئة مائة جنيه برسم صورة مسجد السلطان حسن على وجهها الامامي.
وخلال فترة السبعينات زينت صورة المسجد العملة المصرية من فئة عشرة جنيهات.
3️⃣ مدرسة الظاهر برقوق (1384م) – القاهرة
🏛 من أرقى المدارس المملوكية، وتتميز بـ:
- زخارف خشبية وجصية رائعة.
- قبة ضخمة تعلو الضريح، مليئة بالمقرنصات.
- نقش كتابي قرآني يغطي الواجهات الداخلية والخارجية.
4️⃣ مجمع السلطان الأشرف برسباي (1424م) – القاهرة
🏛 يضم مدرسة ومسجدًا وضريحًا، ويتميز بـ:
- واجهته المزخرفة بالمقرنصات الفريدة.
- مئذنة متميزة بتفاصيلها الدقيقة.
- ضريح السلطان برسباي، المغطى بأجمل الزخارف الجصية.
5️⃣ مدرسة السلطان قايتباي (1474م) – القاهرة
🏛 تحفة فنية من الطراز المملوكي المتأخر، وتتميز بـ:
تضم مجموعة السلطان قايتباي عدة منشآت تتمثل في:
- مئذنة رشيقة تعد من أجمل مآذن القاهرة.
- واجهة غنية بالزخارف الحجرية والنقوش الخطية.
- سقف خشبي مذهب يتميز بالزخرفة الدقيقة.
ظهرت مجموعة السلطان قايتباي كعملة مصرية ورقية سابقة فئة 10 جنيهات وفئة 100 جنيه.
🔹 تأثير المدارس في عهد المماليك على العمارة الإسلامية
🎨 إبداع معماري: كانت المدارس المملوكية نموذجًا لدمج الوظيفية مع الجمال، حيث كانت أماكن للعلم والعبادة معًا.
🏛 انتشار التأثير المملوكي: انتقلت هذه الأنماط المعمارية إلى الدولة العثمانية والهند المغولية، حيث تأثر العديد من المساجد والمدارس في إسطنبول ودهلي بالقواعد المملوكية.
🏗 بداية المجمعات متعددة الوظائف: فكرة المدارس التي تضم أضرحة ومستشفيات وأسواقًا أصبحت نموذجًا عمرانيًا منتشرًا في العالم الإسلامي.
📌 الخاتمة
كانت المدارس والمجمعات الدينية في عهد المماليك ليست مجرد أماكن للعبادة والتعليم، بل مراكز حضارية متكاملة. حيث استطاع المماليك ترك إرث معماري لا يزال قائمًا حتى اليوم، يعكس عظمة فن العمارة الإسلامية.
🎤 ما رأيك في تصاميم المدارس المملوكية؟ وهل ترى أنها ما زالت مصدر إلهام للعمارة الحديثة؟ 🤔💬
وبكدة نكون وصلنا لنهاية حلقتنا النهاردة عن: عمارة المدارس في عهد المماليك
في الحلقة القادمة والي هنتحدث فيها عن: ما هي أسس تصميم المساجد؟ فانتظرونا.
المراجع:
للحصول على مزيد من المعلومات برجاء متابعى على المنصات التالية:
الفيسبوك: https://www.facebook.com/profile.php?id=100088893776257
اليوتيوب: https://www.youtube.com/@ashrafrashad8031
التيك توك:https://www.tiktok.com/@ashraf.r1
الانستاجرام:https://www.instagram.com/ashraf.rashad.58/
