العمارة الإسلامية نشأتها وتطورها: نهدف إلى دراسة العمارة الإسلامية في الأقاليم المختلفة، أنماط المباني في العمارة الإسلامية وفي مدينة القاهرة القديمة – تطور العمارة الإسلامية (من خلال دراسة المباني الدينية والعامة والسكنية).
🌱 نشأة العمارة الإسلامية: بين البساطة والهوية الروحية
نشأت العمارة الإسلامية في قلب الجزيرة العربية، مع بزوغ فجر الإسلام في القرن السابع الميلادي، وكانت البداية متواضعة وبسيطة، تعكس روح الإسلام الأولى: التواضع، الصفاء، والوضوح.
أولاً: عصر النبوة والخلفاء الراشدين: دام حكم الخلافة الراشدة 39 عاماً من عام (1هـ – 41هـ /622 م – 661 م)
- ولد رسول الله محمد صلي الله علية وسلم حوالي عام 570م في مكة المكرمة، وفي عام 622م هاجر من مكة إلي المدينة، وكان قباء وهو المسجد الأول الذي بناه رسول الله في ضاحية المدينة المنورة ليضم شتات المسلمين ويكون مظهرا من مظاهر الرابطة الإسلامية، ويعتبر هو الصفحة الأولى في كتاب الحضارة الإسلامية العمرانية.
- واعتبر تاريخ الهجرة فيما بعد بداية للتقويم الإسلامي ومات النبي صلي الله علية وسلم قبل أن يتم توحيد بلاد العرب فاختار المسلمين من بعدة أبا بكر خليفة للمسلمين في الفترة من: (632م-634م)، ثم جاء من بعدة الخليفة عمر بن الخطاب (634م-644م) ثم الخليفة عثمان بن عفان (644م-656م) ثم علي بن أبي طالب كرم الله وجهه (656م-661م) وهؤلاء المعروفون بالخلفاء الراشدين.
- بدأت العمارة الاسلامية بالمسجد النبوي الشريف، الذي كان في بداياته بناءً بسيطًا من الجريد والطين، لكنه حمل في جوهره كل ملامح العمارة الإسلامية المستقبلية: القبلة، المحراب، المصلى، والساحة المفتوحة (الصحن).
🏛️ ملامح التطور: كيف تحوّل البناء إلى بيان حضاري؟
غزت جيوش الخلفاء الراشدين سوريا والعراق ومصر وشمال أفريقيا وفتحتها، ولم يكن فتح إيران من الأمور السهلة علي العرب إذ كان الإيرانيون يدينون بالزردشتية وهي عقيدة تقوم على عبادة النار، وعلي أي حال فقد انهزم الساسانيون في موقعة نهاوند عام 642م في عهد الخليفة عمر بن الخطاب.
ودخلت الجيوش العربية مدينة هرات سنة 661م وتقع غرب أفغانستان، واستمرت في تقدمها حتى أشرفت علي بلاد الهند. ومع اتساع رقعة الدولة الإسلامية، بدأ المعمار الإسلامي يتطور، ويكتسب خصائص تميز كل منطقة، دون أن يفقد هويته الموحدة. ويمكن تتبع مراحل تطوره كالآتي:
🕋 ثانياً: عصر الخلافة الاموية في الشام:
- دام حكم الخلافة الاموية في الشام 91 عاماً من عام (41هـ – 133هـ /661 م – 750 م) – وبلغ إجمالي عدد الخلفاء (14 خليفة) – 8 خلفاء في القرن الهجري الاول، و6 خلفاء في القرن الهجري الثاني.
- أول من أعطى للعمارة الإسلامية طابعًا رسميًا ومؤسسيًا.
- قبة الصخرة في القدس (691م): أول معلم إسلامي يستخدم القبة كعنصر بصري وروحي مهيمن.
- تأسيس الجامع الأموي في دمشق: نموذج مبكر للجامع الجامع (بمعنى جامع للمجتمع والدين).
🌊 ثالثاً: عصر الدولة الاموية في الاندلس والمغرب: الروح الأندلسية في فنون الحجر والماء
- دام حكم الخلافة الاموية في الاندلس 280 سنة من عام (138هـ – 418هـ /168 م – 1031 م) وبلغ إجمالي عدد الحكام 8 أمراء + 9 خلفاء.
- قصر الحمراء في غرناطة: أيقونة العمارة الإسلامية بالأندلس، يعكس السكينة والتناغم مع الطبيعة.
- استخدام الزليج (البلاط المزخرف)، والأقواس الحصانية، والفناء الداخلي المحاط بالأروقة.
🏰 رابعاً: عصر الخلافة العباسية في بغداد: الامتداد والابتكار
دام حكم الخلافة العباسية 508 سنة من عام (132هـ – 656هـ /750 م – 1258 م) وبلغ إجمالي عدد الحكام 37 خليفه. وأنشا العباسيون عاصمة جديدة لهم علي نهر دجلة هي بغداد التي أصبحت مركزاً هاماً للعلوم والفنون الإسلامية. وقد قسم المؤرخون هذه الفترة إلى أربعة عصور رئيسية.
- نقلوا مركز الحضارة إلى بغداد وسامراء.
- توسعت العناصر الزخرفية: كالآجر المزخرف، والأقواس المتداخلة.
- تطورت المدن الإسلامية كمراكز عمرانية ذات تخطيط دقيق (بغداد مثال دائري هندسي مذهل).
🕌 خامساً: الفاطميون والأيوبيون والمماليك: من القاهرة إلى قمة الزخرفة
- الفاطميون أنشأوا القاهرة وأسّسوا مفهوم “المدينة الملكية”.
- المماليك رفعوا مستوى الزخرفة المعمارية: القباب الحجرية، المآذن متعددة الطبقات، والمقرنصات الغنية.
🕌 سادساً: العثمانيون: قوة رمزية واتساع أفقي
- مسجد السليمانية والجامع الأزرق في إسطنبول.
- قباب ضخمة، وانسيابية بين الفراغات، وإدماج رائع بين العمارة والفن الخزفي.
🔁 روح واحدة… بتعبيرات متعددة
ما يجمع العمارة الإسلامية ليس الشكل، بل الجوهر:
- توجه البناء نحو القبلة.
- العلاقة العميقة بين الضوء والظل.
- الوظيفة التعبدية والاجتماعية للمكان.
- احترام الإنسان والطبيعة في كل تفصيل.
✨ خاتمة: إرث حي يتجدد
- رغم تأثر العمارة الاسلامية بالعمارة السابقة (كالرومانية، البيزنطية، الساسانية)، إلا أن العمارة الإسلامية لم تكن تكرارًا، بل تحوّلت إلى مدرسة فنية وفكرية لها روحها الخاصة.
- العمارة الإسلامية ليست فنًا من الماضي فقط، بل هي إرث حي، يُلهم المعماريين المعاصرين في البحث عن لغة تصميمية تمزج بين الهوية والحداثة.
إنها ليست فقط جدرانًا ومآذن… بل فلسفة ترى في البناء طريقًا إلى الجمال، والتأمل، والسلام. - تعامل المسلمون بذكاء حضاري مع الثقافات الجديدة إذ أبقت عليها وأضافت إليها ولم تحاول طمس تلك الثقافات بل سمت بها ووجهتها الوجهة الصحيحة من خلال أرضية قوية تتجه إلى هدف واحد.
- تأثرت العمارة الإسلامية بالحضارات التي احتكت بها والبلاد التي فتحتها فتأثرت بالأساليب البيزنطية والهيلينية والساسانية والإيرانية بالإضافة إلى الرصيد الحضاري للحضارة العربية في الجزيرة العربية.
- ورغم هذه التأثيرات تلحظ الوحدة في الفن الإسلامي على الرغم من تعدد المراكز وبعد المواقع يرجع ذلك لوحدة المنبع والأساس الفكري للحضارة الإسلامية.
- وبكدة نكون وصلنا لنهاية حلقتنا النهاردة عن: العمارة الإسلامية نشأتها وتطورها. في الحلقة القادمة والي هنتحدث فيها عن: العمران في عصر النبوة فانتظرونا.
المراجع:
للحصول على مزيد من المعلومات برجاء متابعى على المنصات التالية:
الفيسبوك: https://www.facebook.com/profile.php?id=100088893776257
اليوتيوب: https://www.youtube.com/@ashrafrashad8031
التيك توك:https://www.tiktok.com/@ashraf.r1
الانستاجرام:https://www.instagram.com/ashraf.rashad.58/
